عودة الماضي
أسندت جناحيَّ على وسادة ناعمةٍ من تياراتٍ هوائية ٍدافئة وتسربت بعدها ببطءٍ نحو القيلولة .
كانت الأعالي ساكنة الاّ من حفيف ناعم وغير مزعج من أحتكاك الرياح البطيئة ببعضها .
لم ينتزعني من غفوتي الجميلة تلك الاّ شيءٌ مفاجئ , صوت جميل .
- قواق .
نظرت الى مصدره فرأيت عقاباً لم أرى مثلها سابقاً وأنا أمير سماء وديان وطني .
أقتربت منّي فمسني جسدها وأضحت تحلق أمامي .
سألتني قائلة:
- ألاتعرفني ؟
أجبتها :
- لا ومن تكونين؟
ضحكت وقالت :
- هل تتذكر النجمة الزرقاء ؟
سكتت لبرهة قبلَ أن أردف قائلاً :
- ماذا.. وما أدراكِ بها؟
أجابتني وهي تبتسم :
- مجرة لهيب الظلمات التي كنتَ تٌحدق فيها عند ليالي الصغر, هل تتذكرها ؟
سافرت بسرعةٍ خارقةٍ بين ذكريات أعماقي ورجعت اليها ومعي سؤالٍ مذهلٍ :
- من أنتي ؟
من أنتي؟
فقالت :
- حبيب الصغر. .
فقلت لها على الفوربكلماتً مرتجفة :
- ولكنكِ أكلكِ الغراب؟
ضحكت مرةً أُخرى وقالت :
- أُنظر الى عينيَّ اِذاً !
نظرت في عيونها فرأيت بريقاً أزرقاً يشبه بريق حبي الأول , فسحرتني وجذبتني الى داخلها فكان نفقاً طويلاً .
خرجت من الجانب الآخر وأنا طائر صغير والى جانبي حبيبتي أَنظر فيها وهي تنظرُ فيَّ ونحن نبتسم لبعضنا حباً , الدقائق القليلة قبل قدوم أسراب الغربان.